يعتبر سوق تبادل العملات العالمية والذي يعرف اختصارا باسم سوق الفوركس، أكبر سوق مالي في العالم من حيث حجم السيولة المتداولة، والتي تبلغ تقريبا خمسة ترليون دولار يوميا حسب أرقام بنك التسويات الدولية، وهو البنك الذي يقوم بتنظيم العمل بين مختلف البنوك في العالم أين يتم تحويل هذا الكم الهائل من الأموال يوميا.
وتشير بيانات بنك التسويات الدولية إلى سيطرة عدد معين العملات الاقتصاد الدول القوية على الأغلب التعاملات المسجلة كما هو موضح في الرسم البياني المرفق.
قبل أن تلقي نظرة على أهم هذه العملات، يجب ملاحظة أن نسبة كبيرة من التعاملات المسجلة في سوق العملات تتم بدافع المضاربة أو التحوط من قبل المستثمرين في أسواق المال، فقد أصبح بإمكان أي مستثمر شراء وبيع العملات عن طريق الإنترنت، حيث توفر شركات مثل UFX ( يو اف اكس ) منصات لتداول الإلكتروني في مختلف الأدوات المالية وعلى رأسها العملات الأجنبية.
الدولار الأمريكي:
يسيطر الدولار الأمريكي على سوق تداول العملات بصورة شبه كلية، حيث تبلغ نسبة الدولار من حجم التداولات أكثر من 87% أي أنه أكثر ضعف حجم تداولات العملات الأخرى مجتمعة لذلك يعتبر الدولار الأمريكي عملة العالم الغير رسمية بلا منازع.
وترجع هذه السيطرة الكبيرة إلى القوة الكبيرة الذي يتمتع بها الاقتصاد الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ومساهمته الضخمة في الاقتصاد العالمي.
والدولار الأمريكي هو عملة الاحتياط الأولى في كل دول العالم دون استثناء وأيضا الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات.
والعملة الخضراء مقبولة عالميا، حيث يمكن التعامل بها في كل البلدان، حتى أن بعض الدول تعتمدها كعملة رسمية لها، وبعض الدول تستعملها كمعيار لقياس قيمة عملتها، عن طريق ربط عملتها بالدولار الأمريكي كما تفعل أغلب دول الخليج العربي وأيضا الصين.
ومن أهم خصائص الدولار التي يجب عدم إغفالها أنه يستعمل في تسعير السلع في الأسواق العالمية مثل النفط الخام، المعادن الثمينة والحبوب وغيرها.
وهذا يعني أن قيمة هذه السلع لا تتأثر فقط بعوامل العرض والطلب، وإنما أيضا بقيمة الدولار ومعدل أسعار الفائدة المطبقة عليه من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
العملة الأوروبية الموحدة اليورو:
رغم أن العملة الأوروبية حديثة العهد نسبيا على الساحة الاقتصادية، إلا أن اليورو يعتبر ثاني أكبر عملة متداولة في السوق بحجم تداول نسبة 31% في عام 2016 والسبب في ذلك يرجع إلى الحجم الكبير للاقتصاد منطقة اليورو وأهميته العالمية وارتباطها تبادلات تجارية مع كل دول العالم.
إضافة إلى ذلك فإن الكثير من الدول تحتفظ بجزء من احتياطاتها بهذه العملة.
الين الياباني:
تعتبر العملة اليابانية الأكثر تداول في الأسواق الأسيوية وذلك ليس غريبا بحكم أن الاقتصاد الياباني والذي يعتبر رابع اقتصاد في العالم، يعتمد بصفة أساسية على التبادلات التجارية الخارجية بنسبة كبيرة جدا.
إضافة إلى ذلك، فان الين الياباني يعتبر من الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرين في أوقات الأزمات لثقتهم الكبيرة في الاقتصاد الياباني واستقراره.
الجنيه الاسترليني:
قبل الحرب العالمية الأولى كان الجنيه الاسترليني هو العملة المسيطرة عالميا في ظل اتساع رقعة الإمبراطورية البريطانية.
في الوقت الحالي فقد الجنيه الاسترليني هذه المكانة، ولكنه مازال ضمن أكثر العملات تداولا في العالم بحكم أن لندن هي أهم مركز مالي في العالم وأيضا ارتباط الاقتصاد البريطاني الوثيق بكثير من المستعمرات السابقة.
الفرنك السويسري:
رغم أن الاقتصاد السويسري يعتبر صغيرا مقارنة باقتصاديات الدول المذكورة سابقا، إلا أن الفرنك السويسري من أكثر العملات تداولا في العالم والسبب الرئيسي هو كونه من الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرين لأن التاريخ الحياد السويسري يجعلها من أكثر الدول استقرارا وأمانا في العالم مع نظام مالي وبنكي قوي جدا.