سبّب متحور أوميكرون نزولًا كبيرًا في أسعار الأسهم عالميًا، ويظهر ذلك واضحًا في المؤشرات العالمية مثل داو جونز وستاندرد أند بورز وغيرها، حيث أدى ظهوره إلى ذعر لدى المستثمرين مذكرًا إياهم بالموجات الأولى من الوباء. وفعلًا كان يوم ٢٦ من نوفمبر يومًا عصيبًا حيث نزلت المؤشرات الرئيسية بشكل كبير مع أنها قد عادت واستعادت بعض خسائرها بعد هذا النزول، ولا زال هناك الكثير من الغموض حول هذا المتحوّر.
القارة الأفريقية قد تعاني بسبب ظهور الفيروس فيها
اكتشف أوميكرون بدايةً في جنوب أفريقيا حيث تمّت قراءة الشيفرة الجينية الخاصة به واكتشف انه يحوي أكثر من ٣٠ تغيير على شوكة البروتين التي يستخدمها الفيروس للارتباط بالخلايا البشرية، هذا على الرغم من أن الفيروس قد لا يكون بالضرورة قد بدأ في جنوب أفريقيا، فقد ظهر بعدها في أكثر من بلد في أوروبا خلال أيام قليلة، على الرغم من حظر السفر من جنوب أفريقيا.
لم تمنع إجراءات حظر الطيران والسفر من جنوب أفريقيا انتشار المتحوّر الجديد، فقد زادت الحالات في العديد من البلدان حتى في الولايات المتحدة، وهذا يعني أن نقطة الانطلاق ليست بالضرورة القارة الأفريقية، ومع هذا فقد عوقبت القارة بهذه القيود.
إن البلدان في القارة الأفريقية هي من أكثر البلدان تأثرًا بموجات الكورونا لعدة عوامل، أولها انخفاض معدلات التلقيح وارتفاع أعداد الإصابات. كذلك تعرضها للتضخم مع ارتفاع أسعار الغذاء والنفط عالميًا، بالإضافة إلى تعرّض قطاع السياحة في العديد من البلدان للتراجع بسبب الإجراءات المختلفة. من أهم هذه البلدان هي مصر التي تراجع قطاع السياحة فيها والذي تعتمد عليه إلى حد كبير (١٢ بالمئة تقريبا) في دخلها.
وفق بعض الإحصائيات فإن مصر تخسر ما قيمته مليار دولار أمريكي تقريبًا في الشهر نتيجة القيود التي صاحبت الوباء، وهذا يعني تأثّر الكثير من الوظائف بتراجع العائدات. وقد تسبب الوباء في حدوث انهيار بنسبة 55٪ في مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وتم فقدان 844000 وظيفة بسبب انهيار السفر والسياحة. كما انخفضت مساهمة قطاع السياحة والسفر المصري في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد من 32 مليار دولار (8.8٪) في عام 2019 إلى 14.4 مليار دولار (3.8٪) في عام 2020، وفي معظم البلدان فإن أصحاب الدخل المحدود والفقراء هم من أكثر الناس تأثرًا ضمن الظروف الحالية.
كيف سيؤثر أوميكرون على اقتصاد مصر
كل هذا يعني أن أوميكرون سينعكس بلا شك سلبيًا على قطاع السياحة المصري، لكن على الأغلب فإن الأضرار لن تكون كما كانت سابقًا بسبب الكثير من العوامل أولها عدم وجود نفس العوائق أمام السفر، وكذلك وجود اللقاحات والعلاجات ضد كورونا. أما القطاعات التي لا تشمل تفاعل مباشر بين الناس فإنها لن تتأثر بأوميكرون لهذا الحد.
بما يتعلّق بالصادرات والواردات فإن الوباء كان له دور في تقليص عجز الميزان التجاري لمصر، وهذا قد يلعب دورًا في تقوية العملة المصرية، ويمكنك تداول أسهم الأسواق العربية مع وسيط معروف مثل أكسيا.
في المجمل، فإن تأثير أوميكرون على مصر سيكون أكبر على الفقراء والفئات محدودة الدخل في المجتمع. أما بالنسبة للأسواق فإن التأثير سيكون محصورًا على الشركات السياحية والشركات التي لا تستطيع أن تؤدي وظيفتها خارج المكتب، كما يتوقع أن يستفيد قطاع التجارة الالكترونية من هذه التطورات مع زيادة الطلب والتسوق من الانترنت.